كل شيء حول منصة الألعاب المنزلية Ouya : مواصفاتها و اسعارها و قدراتها و الألعاب المتوفرة لها


عندما تم إطلاق Ouya عبر موقع Kickstarter الشهير وتمكن من جمع تمويل بأكثر من 8.5 مليون دولار، تم وصفه بأنه سيكون الثورة الجديدة في عالم الألعاب، فهو منصة غير مكلفة تستخدم نظام Android والذي يمكنك أن تجرب كافة الألعاب الموجودة به مجاناً. هذا الكلام بأكمله مقنع، لكن المنتج النهائي لم يكن كذلك البتة. إذ رغم كل ما وعدنا به، فإن Ouya كان ضحية لأخطاء التصميم، والأداء السيء، والنقص الحاد للمحتويات المقنعة. وعلى الرغم من السعر المقترح للجهاز (99$) وإمكانيته على التحسن، إلا أنه على وضعه الحالي لم يتمكن من تحقيق الهدف.
مراجعة Ouya

على الرغم من عيوبه هذه، إلا أن هناك بعض الأشياء التي نجح بها Ouya. فبالنسبة لصندوق يكلف 99$، نجد أن تصميمه وبنيته استثنائية، وذلك بفضل مساهمات استديو fuseproject (والذي كان وراء الـ Jambox). إن هذا الكونسول الصغير الذي يشبه المكعب مصقول وعصري، بغطاء رمادي من الألمنيوم الذي ينحدر تدريجياً نحو قاعدة مستديرة. ونجد أن قاعدته السفلية بمساحة 3 إنشات تقريباً مما يجعله يتسع بسهولة بجانب التلفاز أو يمكن دمجه بكل سهولة مع أي مجموعة ترفيهية. كما وأن عدد مآخذ الكابلات هي بحدها الأدنى مما لا يتسبب بالفوضى، فلا يتطلب سوى اتصال HDMI وسلك صغير للطاقة فقط، كما وأن بإمكان الأشخاص الذين لا يمتلكون اتصال Wi-Fi أن يستغلوا وجود منفذ Ethernet مدمج. كما ويحتوي على منفذ USB مصغر ووصلة USB بحجمها الكامل.

عملية التركيب سهلة نسبياً. كل ما عليك فعله هو وصله بالكهرباء، ومن ثم قرن جهاز التحكم الخاص به عبر البلوتوث، وبعدها إنشاء اتصال Wi-Fi، ومن ثم إنشاء حساب Ouya، وبعدها يمكنك الانطلاق. المشكلة الوحيدة البارزة التي واجهتها خلال عملية التشغيل كان عدة محاولات فاشلة لتحميل تحديث firmware مطلوب. إن رقاقة الـ Wi-Fi في Ouya ضعيفة لدرجة مستغربة ولم تتمكن من المحافظة على اتصال ثابت في الوقت الذي يحصل هذا ببساطة في الأجهزة الأخرى. وحتى عندما وضعته بمكان أكثر قرباً من الراوتر، فشل في إنهاء التحميل بمحاولة واحدة. قد لا يكون هذا بالأمر الهام جداً، لكنه كان مزعجاً حقاً.

البساطة الموجودة في Ouya تمتد من الخارج إلى الداخل، إذ نجد أن الواجهة بسيطة وملفتة للنظر، على الرغم من افتقارها للعديد من المميزات الرئيسية. تتكون شاشة الدخول من خلفية ملونة تحتوي على أربعة فئات: Play، Discover، Make، Manage. تأخذك فئة الـ Play إلى مجموعتك من التطبيقات والألعاب المنصّبة، في حين تأخذك الـ Discover إلى متجر الـ Ouya. والـ Manage هي اختصار لإعدادات النظام، وإدارة الحساب، وإعدادات الاتصال. في حين أن الـ Make مخصصة للمطورين فتقدم لهم إمكانية الدخول إلى أدوات البيتا. تم تصميم Play و Discover بشكل مشابه، فتظهر الألعاب على شكل مصغرات مستطيلة متوزعة على صفوف، ولكن في حين يعرض المتجر الفئات وأنواع الألعاب بشكل منسّق، إلا أنك لا تستطيع تصفية أو تنظيم مجموعتك الشخصية. في البداية، تكون المكتبة صغيرة وسهلة التصفح، لكن بما أنك تستطيع تجربة كل شيء بشكل مجاني، فإن مجموعتك ستكبر بشكل مضطرد عند تجربتك لكل محتوى جديد.
مراجعة Ouya

بما أن إنشاء حساب جديد هو إحدى الخطوات الأولى المطلوبة في عملية التشغيل، نرى أن تحميل وفتح الألعاب الجديدة هو أمر سريع وبسيط. ولكي ننصف Ouya، أعترف بأن نسخة الديمو المجانية ممتعة بلا ريب. من بين الـ 276 تطبيق ولعبة الموجودة في النظام، بعضها مجاني بشكل كلي، في حين تتيح لك الأخرى أن تلعب لبضعة مستويات فحسب أو تقوم بقفل محتويات معينة تتطلب دفع النقود. لكن حتى تلك التي تفرض قيوداً للدفع ستجد بأنها ممتعة جداً. في الحقيقة، طيلة الوقت الذي لعبته مع كونسول Ouya لم أدفع ثمن أي شيء، والسبب في ذلك جزئياً هو النوعية العالية للمحتويات التجريبية لكن أيضاً لأنها لم تثر اهتمامي سوى لفترة قصيرة دون أي إغراء لشرائها.

إن مكتبة الألعاب، على الرغم من أنها كبيرة بالنسبة لمنصة لا تزال جديدة، إلا أنها خالية من أية ألعاب بارزة. فالعديد من الألعاب المتوفرة مثل Shadowgun، و Fantasy III و Canabalt هي مجرد نقل لألعاب قديمة موجودة مسبقاً على العديد من الأجهزة. والأسوأ من هذا، بما أن Ouya يستخدم نسخته الخاصة المخصصة من نظام الأندرويد، فليس هناك شراء عبر المنصات، أي أنك قد تضطر لشراء لعبة تملكها أصلاً على هاتفك الذكي أو حاسبك اللوحي، حتى لو كان الاختلاف الوحيد بين النسختين هو دعم الأخيرة لجهاز التحكم الخاص بمنصة Ouya وواجهة المستخدم فيها. الأمر المفاجئ كان أن بعض محاكيات SNES و N64 و PS One قد وجدت طريقها إلى متجر Ouya، لكن حتى مع وجود خيار نقل الملفات إلى نظامك، إلا أن إمكانية لعب ألعاب عمرها أكثر من 10 سنوات ليست سبباً كافياً يغريك لشراء هذه المنصة. وعلى عكس المنصات الحديثة المنافسة لها، لا يزال Ouya يفتقر للعديد من التطبيقات الترفيهية الهامة، فلا يتوفر به سوى Twitch.TV و Flixster في الوقت الحالي.

كما ويعاني النظام من العديد من المشاكل التقنية. يحتوي الـ Ouya على ذاكرة ولوج عشوائية (RAM) بسعة 1GB، وسعة تخزين 8GB، ويعمل على معالج Nvidia Tegra 3 (وهو متأخر جيل كامل عن الأحدث منه Tegra 4). لكن على الرغم من أن المنصة أكثر من قادرة على تشغيل ألعاب ثنائية الأبعاد وحتى بعض الألعاب الثلاثية الأبعاد مثل Shadowgun بدقة 720p أو 1080p، إلا أن الأداء غير متناسق البتة. فبعض الألعاب تعمل بسلاسة، في حين تبدأ الأخرى تتقطع خلال المقاطع الحركية أو مواجهات إطلاق النار. حتى أن النظام يعاني أحياناً مع تحميل واجهة المستخدم الأساسية، فتتجمد الصورة أو تعاني من تأخير ملحوظ أثناء التنقل بالقائمة. والآن نصل إلى جهاز التحكم.







إن جهاز التحكم الخاص بمنصة Ouya تقليدي، لكنه يعاني من بعض المشاكل والمساوئ. بالنسبة للتصميم، يمتلك جهاز التحكم مقابض مستديرة ممتلئة تندمج مع قاعدة مسطحة ذات زوايا مربعة. وعلى الرغم من أن الأزرار مرنة عند الضغط عليها، إلا أنها غالباً ما تعاني من تأخير ملحوظ ما بين الأوامر وما بين التجاوب على الشاشة. قد يكون أداء بعض الألعاب أفضل من الأخرى، لكن منصة Ouya لا تستطيع التنافس مع الانضباط وسرعة التجاوب الموجودة عند مايكروسوفت وسوني. وعند مقارنة جهاز التحكم الخاص بـ Ouya مع جهاز التحكم الخاص بـ Xbox 360 أو الـ DualShock 3 الذي يحتوي على أزرار أمامية تتطابق مع السبابتين، نجد أن الأزرار الأمامية الخاصة بمنصة Ouya عريضة وذات حواف قاسية. وبالتالي انتابني شعور دائم بأن أصابعي تصارع للقيام بضربات سريعة.

كما في DualShock 4، يحتوي Ouya على رقعة لمس مدمجة، لكن لا يوجد سوى القليل من الألعاب أو التطبيقات التي تستغلها. وفي حين أن هناك زر في منتصف جهاز التحكم يعيدك إلى الـ dashboard، إلا أن جهاز التحكم يفتقر وجود زر خاص للإيقاف المؤقت أو أي طريقة مباشرة أخرى لإظهار القوائم. وبالتالي اضطر المطورون لاختيار أحد أزرار التحريك للقيام بالمهمة، لكن لا يوجد زر موحد بينها جميعاً. ففي بعضها يكون زر الـ O هو المخصص، وفي حالات أخرى يكون زر الـ A. ما يجعلك تشعر أن عدم وجود زر مخصص هو سهو سخيف وغير منطقي. وقد يمكن حل هذه المشكلة بالتنسيق بشكل أكبر مع المطورين لتوحيد الزر، لكن هذا الأمر حالياً يفسد تجربة المستخدمين.
 
الخلاصة:
في محاولتها لدمج عالم الجوالات مع أجهزة الكونسول التقليدية، لم تنجح منصة Ouya بالوصول إلى مستوى الهواتف الذكية أو أجهزة الكونسول الأخرى المنافسة. وعلى الرغم من أن العديد من المشاكل التي تعاني منها يمكن حلها مع الوقت عبر تحديثات لاحقة، إلا أن السؤال حول فائدة هذه المنصة يبقى مطروحاً حالياً. ففي سوق تحتضن فيه شركتي سوني ومايكروسوفت النشر المستقل وألعاب الجوالات وتقدمان لنا ألعاباً أكثر تقدماً مع أساليب تحكم دقيقة، لماذا قد ترغب بالحصول على جهاز Ouya؟ من حسن حظ أولئك الأشخاص الذين لديهم فضول كبير لتجربته وتحمل عيوبه، فإن سعره 99$ فقط، وهو سعر مقبول. لكن بالنسبة للبقية، أنصحهم بالانتظار حتى صدور نسخ مستقبلية منه.
 

محمد هشام

طالب مصرى 20 سنة مهووس بكل ما هو جديد فى عالم التقنية واهتم بمجال البرمجة وادرسه بجانب معلومات فى المجالات التقنية الاخرى وقررت ان اكون كمدون لانشر معلوماتى بين الناس ولارثاء المحتوى العربى

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مدونة تك Modwana Tech l